وأوضح الملحم أنّ الدولة التركيّة ساندت تنظيم داعش الإرهابي إبّان هجومه على عدّة مدن في شمال وشرق سوريا, مشيراً إلى أنّ هذا الدعم متواصل لفصائل مرتزقة وبمسمّيات جديدة وتحت ذرائع وحجج واهية مضمونها "حماية التراب السوري".
وأضاف الملحم "هاجمت جبهة النصرة المناطق الممتدّة بين محافظتي الحسكة ودير الزور وتمكّنت, بمساعدة الدولة التركيّة, من السيطرة على مساحات واسعة من أراضي تلك المنطقة.. ومن ثمّ غيّر الإرهابيّون تسميتهم وباتوا يقاتلون ضمن صفوف داعش الإرهابي, وأيضاً بدعم من الدولة التركيّة التي تستخدم أولئك المرتزقة في خدمة مصالحها".
وأشار رئيس مجلس قبيلة جبور إلى أنّ وحدات حماية الشعب والمرأة YPG-YPJ هي التي تصدّت لهجمات التنظيمات الإرهابيّة في البداية, ومن ثمّ تمّ تشكيل إطار أوسع باسم قوّات سوريا الديمقراطيّة والتي ضمّت إلى جانب الوحدات فصائل من مكوّنات المنطقة, من عرب, سريان, أرمن, أشوريّين’ جركس, تركمان وغيرهم كقوّات سوريّة وطنيّة دافعت عن التراب السوري في وجه أعتى التنظيمات الإرهابيّة, وتمكّنت من تحريرها بعد أن بذل مقاتلوها أرواحهم ودماءهم في سبيل ذلك "لقد قدّمنا أكثر من 12 ألف شهيد إلى جانب الآلاف من الجرحى في مقاومة عظيمة لتحرير مناطقنا من الإرهاب".
ولفت الملحم إلى المنطقة التي تسمّى "المنطقة الآمنة" وقال "في البداية قالوا أنّ عمق تلك المنطقة هو 5 كم, ومن ثمّ دار الحديث حول 35 كم, وبذريعة أنّ تركيا تريد حماية حدودها, قاموا باحتلال المنطقة. لم تُشن على الأراضي التركيّة أيّ هجوم من مناطقنا, لكنّ تركيا تريد أن تحتلّ كامل شمال وشرق سوريا وصولاً إلى العراق, لأنّها هذه المنطقة غنيّة بالنفط. الدولة التركيّة تعتبر أنّ هذه المنطقة هي تابعة لأراضيها, وهذا اعتداء صريح على سيادة دولة أخرى".
ونوّه إلى أنّ الدولة التركيّة تجنّد الشباب السوريين الذين فرّوا مع عوائلهم إلى تركيا بعد أن دمّرت مدنهم وقراهم و"كلّ ذلك لخدمة مصالحها".
وأكّد الملحم أنّهم لا يرغبون بتواجد أيّ قوّة في مناطق شمال وشرق سوريا "لا أمريكا ولا روسيا ولا تركيا.. مقاتلو قوّات سوريا الديمقراطيّة هم أبناء المنطقة.. هم أبناؤنا ولن نقبل بتواجد أيّ قوّة غيرهم.. كما يتوجّب على الحكومة السوريّة أن تظهر موقفاً حازماً حيال الاحتلال التركي للأراضي السوريّة.. ومن جهتنا سندافع عن ترابنا في وجه أيّ هجوم علينا".
ووجّه رئيس مجلس قبيلة "جبور" نداءً للمسلّحين العرب المنضوين تحت راية الفصائل التي تدعمها الدولة التركيّة قائلاً: "يجب أن تعلموا جيّداً أنّ الدولة التركيّة غير باقية على أراضينا.. يوماً ما ستجدون أنفسكم على أرضكم وبين شعبكم, نحن من سيدافع عنكم وليس الدولة التركيّة.. نتأمّل منكم أن تدركوا الحقيقة بأنفسكم, أن تدركوا أنّه بإمكاننا العيش معاً على هذه الأرض.. ندعوكم أن لا تقعوا في شرّ مخطّطات الدولة التركيّة.. ونحن مستعدّون دوماً لأن نتوحّد جميعاً في سبيل أرضنا".